منتديات العزيزية (البطام) المدية /الجزائر
تفضل بالدخول إلى منتداك ..سجل كعضو ..ساهم بمالديك من زاد..
خذ ماينفعك...

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات العزيزية (البطام) المدية /الجزائر
تفضل بالدخول إلى منتداك ..سجل كعضو ..ساهم بمالديك من زاد..
خذ ماينفعك...
منتديات العزيزية (البطام) المدية /الجزائر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

‏النفاذ من أقطار السماوات والأرض الدكتور(زغلول النجار)

اذهب الى الأسفل

‏النفاذ من أقطار السماوات والأرض الدكتور(زغلول النجار) Empty ‏النفاذ من أقطار السماوات والأرض الدكتور(زغلول النجار)

مُساهمة من طرف alayoubi الأحد ديسمبر 21, 2008 6:16 pm

الجزء الأول : (الجزء الثاني يكمل في موضوع آخر)
‏النفاذ من أقطار السماوات والأرض[b]
أ.د. زغلول النجار

(]يَا مَعْشَرَ الجِنِّ وَالإنسِ إنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ فَانفُذُوا لا تَنفُذُونَ إلاَّ بِسُلْطَانٍ)‏ (الرحمن: 33)
هذه الآية الكريمة جاءت قرب نهاية النصف الأول من سورة الرحمن‏,‏ التي سميت بتوقيف من الله‏ (تعالي‏)‏ بهذا الاسم الكريم لاستهلالها باسم الله الرحمن‏,‏ ولما تضمنته من لمسات رحمته‏,‏ وعظيم آلائه التي أولها تعليم القرآن‏,‏ ثم خلق الإنسان وتعليمه البيان‏.‏

وقد استعرضت الســورة عددا من آيات الله الكونية المبهرة للاستدلال علي عظيم آلائه‏,‏ وعميم فضله علي عباده ومنها‏:‏ جريان كل من الشمس والقمر بحساب دقيق‏ (كرمز لدقة حـركة كل أجرام السـماء بذاتها‏,‏ وفي مجموعاتها‏,‏ وبجـزيئاتهــا‏,‏ وذراتها‏,‏ ولبناتها الأولية‏),‏ وسجود كل مخلوق لله‏,‏ حتى النجـم والشــــجر‏,‏ ورفع السـماء بغير عمد مرئية‏,‏ ووضع مــيزان العـــــدل بين الخـلائق‏,‏ ومطــالبة العبـــاد بألا يطغـوا في الميزان‏,‏ وأن يقيمــوا عدل الله في الأرض‏,‏ ولا يفسـدوا هذا المـيزان‏,‏ وخلــق الأرض وتهيئتها لاســتقبال الحياة‏,‏ وفيهــا من النبــاتات وثمـارها‏,‏ ومحـاصيلها ما يشهد علي ذلك‏,‏ وخلق الإنسان من صلصال كالفخار‏,‏ وخلق الجان من مارج من نار‏,‏ وتكوير الأرض وإدارتها حول محورها‏,‏ والتعبير عن ذلك بوصف الحق‏ ـ تبارك وتعالى ـ ‏ بأنه رب المشرقين ورب المغربين‏,‏ ومرج كل نوعين من أنواع ماء البحار دون اختــلاط تام بينهمــا‏,‏ وإخراج كل من اللؤلؤ والمرجان منهما‏,‏ وجري السفن العملاقة في البحر‏,‏ وهي تمخر عباب الماء وكأنهــا الجبال الشامخات‏,‏ وحتمية الفناء علي كل المخلوقات‏,‏ مع الوجـود المطلق للخالق‏ ـ سبحانه وتعالي‏ ـ,‏ صاحب الجلال والإكـــرام‏,‏ الحي القيـــــوم‏,‏ الأزلي بلا بـداية‏,‏ والأبدي بلا نهاية‏,‏ والإشارة إلي مركزية الأرض من الكون‏,‏ وضخامة حجمهــا التي لا تمثل شــــيئا في سعة السماوات وتعاظم أبعادها‏,‏ وذلك بتحدي كل من الجن والإنس أن ينفذوا من أقطارهما‏,‏ وتأكيد أنهم لن يستطيعوا ذلك أبدا‏,‏ إلا بسلطان من الله‏,‏ وأن مجرد محاولة ذلك بغير هذا التفويض الإلهي سوف يعرض المحاول لشواظ من نار ونحاس فلا ينتصر في محاولته أبدا‏..!!‏
ثم يأتي الحديث عن الآخرة وأحوالها‏,‏ ومنها انشقاق السماء علي هيئة الوردة المدهنة‏,‏ كالمهل الأحمر ومنها معرفة المجرمين بعلامات في وجوههم‏ (من الزرقة والسواد‏),‏ وما سوف يلاقونه من صور الإذلال والمهانة‏,‏ وهم يطوفون بين جهنم وبين حميم آن‏ (أي ماء في شدة الغليان‏)؛‏ وعلي النقيض من ذلك تشير السورة الكريمة إلي أحوال المتقين‏,‏ ومقامهم في جنات الخلد‏,‏ جزاء إحسانهم في الدنيا‏,‏ وتصف جانبا مما في هذه الجنات من نعيم‏.‏
وبين كل آية من آيات الله في هذه السورة التي سماها رسول الله‏ باسم عروس القرآن لما لخواتيم آياتها من جرس رائع‏,‏ نجد آية‏:‏ (فبأي آلاء ربكما تكذبان) التي ترددت في سورة الرحمن إحدى وثلاثين مرة من مجموع آيات السورة الثماني والسبعين‏ (أي بنسبة‏40%‏ تقريبا‏)‏ في تقريع شديد‏,‏ وتبكيت واضح للمكذبين من الجن والإنس بآلاء الله وأفضاله وعلي رأسها دينه الخاتم الذي بعث به النبي الخاتم والرسول الخاتم‏ ,‏ والذي لا يرتضي ربنا‏ ـ تبارك وتعالى ـ ‏ من عباده دينا سواه بعد أن حفظه للناس كافة في القرآن الكريم‏,‏ وفي سنة الرسول الخاتم بنفس لغة الوحي علي مدي أربعة عشر قرنا وإلي أن يرث الله الأرض ومن عليها‏,‏ وتختتم السورة بقول الحق‏ سبحانه:‏ تبارك اسم ربك ذي الجلال والإكرام‏.‏
والإشارات الكونية في سورة الرحمن‏,‏ والتي يفوق عددها السبع عشرة آية صريحة نحتاج في شرح كل آية منها إلي مقال مستقل‏,‏ ولذلك سأقف هنا عند قول الحق‏ ـ تبارك وتعالى:‏
}يَا مَعْشَرَ الجِنِّ وَالإنسِ إنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ فَانفُذُوا لا تَنفُذُونَ إلاَّ بِسُلْطَانٍ . فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ . يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِّن نَّارٍ وَنُحَاسٌ فَلا تَنتَصِرَانِ{‏(‏الرحمن‏:33‏ ـ ‏35)‏
وقبل ذلك لابد من استعراض الدلالات اللغوية لألفاظ تلك الآيات الكريمات وأقوال المفسرين السابقين فيها‏.‏

أقوال المفسرين:
في تفسير قوله‏ (تعالي‏):‏
(يَا مَعْشَرَ الجِنِّ وَالإنسِ إنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ فَانفُذُوا لا تَنفُذُونَ إلاَّ بِسُلْطَانٍ . فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ . يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِّن نَّارٍ وَنُحَاسٌ فَلا تَنتَصِرَانِ) (‏الرحمن‏:33‏ ـ ‏35)‏ ذكر ابن كثير‏ (يرحمه الله‏):‏ أي لا تستطيعون هربا من أمر الله وقدره‏,‏ بل هو محيط بكم لا تقدرون علي التخلص من حكمه‏,‏ أينما ذهبتم أحيط بكم‏.... (إلا بسلطان‏)‏ أي إلا بأمر الله‏....‏ ولهذا قال تعالي‏: (يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران‏)‏ قال ابن عباس‏:‏ الشواظ هو لهب النار‏,‏ وعنه‏:‏ الشواظ الدخان‏,‏ وقال مجاهد‏:‏ هو اللهب الأخضر المنقطع‏,‏ وقال الضحاك‏: (شواظ من نار‏)‏ سيل من نار‏,‏ وقوله تعالي‏: (ونحاس‏)‏ قال ابن عباس‏:‏ دخان النار‏,‏ وقال ابن جرير‏:‏ والعرب تسمي الدخان نحاسا‏,‏ روي الطبراني عن الضحاك أن نافع ابن الأزرق سأل ابن عباس عن الشواظ فقال‏:‏ هو اللهب الذي لا دخان معه‏...‏ قال‏:‏ صدقت‏,‏ فما النحاس؟ قال‏:‏ هو الدخان الذي لا لهب له وقال مجاهد‏:‏ النحاس الصفر‏....‏
الدلالة العلمية لقول الحق‏ ـ تبارك وتعالى ـ :‏
}يَا مَعْشَرَ الجِنِّ وَالإنسِ إنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ فَانفُذُوا لا تَنفُذُونَ إلاَّ بِسُلْطَانٍ . فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ . يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِّن نَّارٍ وَنُحَاسٌ فَلا تَنتَصِرَانِ{ (الرحمن‏:33‏ ـ ‏35)‏
هذه الآيات الثلاث التي تحدي القرآن الكريم فيها كلا من الجن والإنسن تحديا صريحا بعجزهم عن النفاذ من أقطار السماوات والأرض‏,‏ وهو تحد يظهر ضآلة قدراتهما مجتمعين أمام طلاقة القدرة الإلهية في إبداع الكون‏,‏ لضخامة أبعاده‏,‏ ولقصر عمر المخلوقات‏,‏ وحتمية فنائها‏,‏ والآيات بالإضافة إلي ذلك تحوي عددا من الحقائق الكونية المبهرة التي لم يستطع الإنسان إدراكها إلا في العقود القليلة المتأخرة من القرن العشرين‏,‏ والتي يمكن إيجازها في النقاط التالية‏:‏
أولا‏:‏ بالنسبة للنفاذ من أقطار الأرض‏:‏
إذا كان المقصود من هذه الآيات الكريمة إشعار كل من الجن والإنس بعجزهما عن النفاذ من أقطار كل من الأرض علي حدة‏,‏ والسماوات علي حدة‏,‏ فإن المعارف الحديثة تؤكد ذلك‏,‏ لأن أقطار الأرض تتراوح بين‏ (12756)‏ كيلو مترا بالنسبة إلي متوسط قطرها الاستوائي‏, (12713)‏ كيلو مترا بالنسبة إلي متوسط قطرها القطبي‏,‏ وذلك لأن الأرض ليست تامة الاستدارة لانبعاجها قليلا عند خط الاستواء‏,‏ وتفلطحها قليلا عند القطبين‏.‏
ويستحيل علي الإنسان اختراق الأرض من أقطارها لارتفاع كل من الضغط والحرارة باستمرار في اتجاه المركز مما لا تطيقه القدرة البشرية‏,‏ ولا التقنيات المتقدمة التي حققها إنسان هذا العصر‏,‏ فعلي الرغم من التطور المذهل في تقنيات حفر الآبار العميقة التي طورها الإنسان بحثا عن النفط والغاز الطبيعي فإن هذه الأجهزة العملاقة لم تستطع حتى اليوم تجاوز عمق ‏14‏ كيلو مترا من الغلاف الصخري للأرض‏,‏ وهذا يمثل‏0,2%‏ تقريبا من طول نصف قطر الأرض الاستوائي‏,‏ وعند هذا العمق تعجز أدوات الحفر عن الاستمرار في عملها لتزايد الضغط وللارتفاع الكبير في درجات الحرارة إلي درجة قد تؤدي إلي صهر تلك الأدوات‏,‏ فمن الثابت علميا أن درجة الحرارة تزداد باستمرار من سطح الأرض في اتجاه مركزها حتى تصل إلي ما يقرب من درجة حرارة سطح الشمس المقدرة بستة آلاف درجة مئوية حسب بعض التقديرات‏,‏ ومن هنا كان عجز الإنسان عن الوصول إلي تلك المناطق الفائقة الحرارة والضغط‏,‏ وفي ذلك يقول الحق‏ ـ تبارك وتعالى ـ ‏ مخاطبا الإنسان‏:‏ }وَلا تَمْشِ فِى الأَرْضِ مَرَحًا إنَّكَ لَن تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الجِبَالَ طُولاً{ (‏الإسراء‏:37)‏
ولو أن الجن عالم غيبي بالنسبة لنا‏,‏ إلا أن ما ينطبق علي الإنس من عجز تام عن النفاذ من أقطار السماوات والأرض ينطبق عليهم‏.‏
والآيات الكريمة قد جاءت في مقام التشبيه بأن كلا من الجن والإنس لا يستطيع الهروب من قدر الله أو الفرار من قضائه‏,‏ بالهروب إلي خارج الكون عبر أقطار السماوات والأرض حيث لا يدري أحد ماذا بعد ذلك‏,‏ إلا أن العلوم المكتسبة قد أثبتت بالفعل عجز الإنسان عجزا كاملا عن ذلك‏,‏ والقرآن الكريم يؤكد لنا اعتراف الجن بعجزهم الكامل عن ذلك أيضا‏,‏ كما جاء في قول الحق‏ ـ تبارك وتعالى ـ ‏ علي لسان الجن‏: (وَأَنَّا ظَنَنَّا أَن لَّن نُّعْجِزَ اللَّهَ فِي الأَرْضِ وَلَن نُّعْجِزَهُ هَرَبًا) (الجن‏: 12)‏ وذلك بعد أن قالوا‏:‏ (وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا) (الجن‏: Cool

alayoubi
مشرف
مشرف

ذكر عدد الرسائل : 583
العمر : 32
تاريخ التسجيل : 14/12/2008

https://nadir2008.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى