شعر في أحلى صباح

الصباح
في صبحين صابح صبحك وصبح النهاري
وصبحك على الصبح صابح ويا سعد من ناض ساري
صبحين والفرق واضح وسبحان خلقة الباري
العنقاء بين الجوارح ودايرين بيك الضواري
ونا عالبعد شابح وبالسيف صابر اجباري


المساء
وقت المساء لامستكم بلماسي وحسيت حاسوا حواسكم وحواسي
وقت المساء مسيته حساس حس نا بالسادسة حسيته
وحاسب حسابي والحساب لقيته
زي ما حسبت حساب نا في احباسي

بغموضها الشفاف ونظراتها الصامتة تراها عندما تحلق في فضاء الحزن .وتشتبك في همسات اللهفة مع عصافير الصباح ... ومن ثم تدير نقاشا صاخبا مع الامطار والغيوم المجاورة حول وحشة التحليق في سماوات الرذاذ والجنون..وقد تحزن لان قوس قزح غمزها على حين غرة اثناء تجوالها بين خيوط الشمس الحريرية.

هذه المراة كثيرة الحزن ..شديدة الوحشة ..ولاحزانها اسباب مختلفة منها ما له علاقة بالضباب الذي يحيط زهور الشرفات ..ومنه ما يرتبط مباشرة بوجوم التلال مع اقتراب المساء..وثمة اسباب تتعلق باوراق الشجر التي تموت في الخريف ..

يا لهذا الحزن الذي يجعل الكلمات مثل نخل كئيب ...-اراها دائما في حزنها الممشوق كنخلة تشرب الحليب من رمل يثرب- .. هي المراة التي تتضور صمتا عندما يصبح المشهد اليومي للاشياء باهتا مثل صورة قديمة ..اراها تغسل بحزنها المنازل والساحات وفي الافاق تنثر الوجع والعشق المستحيل.

حزنها يقتلني .. كمراهق متيم يشعر باول خيانة ..كدمعة الام وهي تسمع صوت ابنها بعد سنوات... أرى حزنها في كل شيء..في طريقة جلوسها ..وابتسامتها الباكية ..بمستوى البريق في عينيها وانعكاس الاضواء فيهما .. هو شيء كالنحيب يغمر القلب ويقبض على الروح.. ولا يترك امامي سوى الصمت

عندما تحضرين باناقة طفلة .. وبالتحديد عندما تجلسين لتبثي النشوة في روحي بارتشافك المذهل لقهوة الصباح..
عندما ترشين جزءا من صوتك على المكان ..وتتحدثين عن الصباح والطيور والاسماك الحزينة
نعم..عندما تجلسين معي صباحا يجلس معي التاريخ والفلاسفة ..واصدقاء كثيرون..يحضرون ليتعمدوا بالبهجة ويرفلوا قليلا بالفرح ..
عندما تتحدثين..يتحدث معك تاريخ كامل
ها انذا ارى تيمورلنك يعرج في ازقة سمرقند..
هو صوتك ..وقبائل بجيلة تقلب الموازين في القادسية بعد ليلة الهرير
معك ..لمحت امرأة من غرناطة اخبرتني عيناها عن احزان بني الاحمر..
..
ورايت الحلاج على باب العتمة يجلد الف سوط
وخالد على ابواب تستر واليمامة ينتصر كاله ويتزوج النساء .
عندما تحضرين ....ارى قطر الندى تزف الى عريسها عبر الطريق الاسطورة...
انا هو غريغور في رواية كافكا احاول فتح الباب بفمي بعد ان تحولت الى مسخ.
انت ..تحضرين ..ويحضر الحسين مثخنا بالماء
ويحضر قرامطة وهنود حمر وقبائل مجهولة ..
شكرا لهذا الصباح الذي يجمعنا كعصفورين ..لمرايا العسل في عينيك ..
لبقاءك طفلة في السادسة والعشرين وامراة في السابعة...