نظافة بيئتي

تعتبر القمامة أحد أهم أسباب انتشار الأمراض والأوبئة حول العالم بشكل عام وفي بلادنا على وجه الخصوص.. ويأتي تراكم القمامة بأكوام هائلة في شوارع وأحياء أمانة العاصمة وغيرها من المدن اليمنية ترجمة حتمية لسلوك الغالبية من أفراد المجتمع فإذا كانت النظافة تعني في جوهرها: الإحساس بنظافة المكان الذي يتعامل معه الإنسان، سواء كان هذا المكان هو المنزل أو المصنع أو المكتب أو الشارع أو حتى مجرد وسائل النقل العامة.. فحتماً سيقودنا ذلك الإحساس والشعور إلى إيجاد السبل الكفيلة للتخلص من المخلفات سواء كانت مخلفات منزلية أو مخلفات متاجر أو مصانع أو غير ذلك، وهذا سيترجم السلوك الحضاري والإحساس بالمسئولية نحو مدننا وكافة أنحاء اليمن.. إلا أن عدم المسئولية والسلوك غير الحضاري الذي يتمتع به غالبية الناس في مجتمعنا سيؤدي إلى أن تتحول حياتنا تدريجياً إلى مقلب للقمامة تهدد الصحة بالأخطار والأمراض الفادحة.. فأين وعي المواطن بذلك؟؟؟ لا بد أن يدرك أن سلوكه هذا سيؤدي إلى تجمع القاذورات، ومن منا لم يمر يوماً ما على تجمع للقمامة وشعر بالغيظ، بسبب إنبعاث الروائح الكريهة وكذلك شعوره بفساد في الذوق وقبح المكان الذي مر به بسبب تواجد أكوام القمامة.. فعندما يصبح التعامل مع القمامة بسلوك غير حضاري فعلينا أن نتوقع حدوث الكوارث والأوبئة.. ولا أبالغ في ذلك لأننا نعلم جميعاً بأن القمامة هي أحد المصادر الرئيسية لتلوث البيئة وانتشار الأمراض لأنها بطبيعتها تحتوي على الكثير من المواد العضوية التي يتوالد بها الكثير من المكروبات والتي تستطيع الاحتفاظ بحيويتها فترة طويلة في هذا الوسط المناسب، لذلك فإنها تعد مرتعاً خصباً لتوالد جميع الحشرات الناقلة للأمراض التي تتكاثر فيها بصورة سريعة لتنتشر بعد ذلك داخل المساكن ناقلة معها كم كبير من جميع الأمراض التي تهدد صحة وسلامة الساكنين داخلها، ومن هذه الحشرات على سبيل المثال: الذباب المنزلي والصراصير والبعوض، بالإضافة إلى "الفئران" والتي تتكاثر بشكل كبير بجانب أكوام القمامة.. أضف إلى ذلك بأن هذه الأكوام من القمامة أصبحت مصدراً غذائياً لبعض الحيوانات الضالة مثل: القطط، والكلاب والتي تحمل فيروسات مرضية خطيرة تهدد حياة الإنسان.. فضلاً عن ذلك كله فإنها تعكس عن وجود حياة غير حضارية للمواطنين الذين يمرون ليلاً نهاراً على تلك الأكوام من القمامة والتي تنبعث منها الروائح الكريهة ناهيك عن المنظر القذر لأماكن السكن وما حولها..
والمؤسف حقيقة أنها أصبحت في بلادنا ظاهرة عادية بالنسبة للكثيرين لأن المنظر أصبح مألوفاً لهم.. ولكننا نذكر هؤلاء بأن النظافة هي سلوك ديني وحضاري يجب علينا جميعاً التمسك بها والحث عليها وكلنا يعلم أن ديننا الحنيف أوصى بالمحافظة على نظافة الطرقات من خلال إماطة الأذى عن الطريق وعدم إيذاء المارة بالقاذورات وهذا سلوك سيء ينقص من درجة الإيمان الكامل..
فمما لا شك فيه بأن النفس تنشرح دائماً للمكان النظيف وفي المقابل تضيق من منظر القذارة، وقذارة المكان قد تصيب الإنسان المجاور فتلحق به وساخة أو جراثيم تكون سبباً لا سمح الله في عدواه بالأمراض السارية.. فما أقبح أيها الأعزاء عادة من يرمي الأقذار إلى الشارع فتنتشر فيه وتسيء إلى منظره وهوائه، وإلى الصحة العامة فمن فعل ذلك فقد أذى مجتمعه ولوث سمعة بلده وفعل مستهجناً ووقع في الإثم، فعلينا أن نتناصح فيما بيننا بشكل متواصل ونحث أولادنا وأسرنا وأقاربنا جميعاً على النظافة لكي تنتهي ظاهرة الانتشار العشوائي للقمامة في كل مكان..!!