من طرف اللأقصى الخميس أبريل 23, 2009 9:11 am
رام الله (الضفة الغربية) - أظهرت وثائق لم يتم الكشف عنها من قبل أن شركات يديرها أبناء الرئيس الفلسطيني "محمود عباس" فازت بعقود معونات من الحكومة الأمريكية لإصلاح طرق وتحسين صورة الولايات المتحدة في الأراضي الفلسطينية.
وخلال مراجعة أجرتها وكالة رويترز لسجلات داخلية للحكومة الأمريكية بشأن برامج مساعدات في الضفة الغربية وقطاع غزة وجدت أن "شركات للإنشاءات والعلاقات العامة يديرها طارق وياسر محمود عباس حصلت على عقود وعقود فرعية بلغت قيمتها مليوني دولار منذ عام 2005 عندما أصبح والدهما رئيسا للسلطة الفلسطينية".
كما أظهرت المراجعة أن مشروعات يدعمها حلفاء الرئيس محمود عباس حصلت على ضمانات قروض ومساعدات زراعية، لكن الوكالة الأمريكية لم تكشف عن هويات كل الشركات الفلسطينية التي فازت بالعقود.
<table class="RelatedLinksInside" width="230" align="left"><tr><td>طالع أيضا:
</td></tr></table>
وقالت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية إن شركة فالكون إلكترو ميكانيكال كونتراكتينج التي يرأسها ياسر عباس وشركة سكاي للإعلان التي يتولى طارق عباس منصب المدير العام فيها فازت بعقود من خلال تقديم مناقصات "شاملة وعلنية".
وأضافت الوكالة الأمريكية قائلة: "العلاقات الأسرية لم تكن ضمن العوامل التي أخذت في الاعتبار".
من جهته، أبلغ كريم شحادة، وهو محام يمثل أولاد الرئيس الفلسطيني، رويترز أن "علاقتهم بالرئيس لم تكن من بين العوامل التي أخذت في الاعتبار"، ووصف أي تلميح لمحاباة بأنه "غير أخلاقي وليس له أساس".
والدعم الأمريكي للرئيس عباس، وفي ذلك مئات الملايين من الدولارات التي تقدم كمساعدات للفلسطينيين، والصفقات التجارية لأبناء الرئيس وأقرب مستشاريه قضايا حساسة في الأراضي الفلسطينية، حيث زادت البطالة بأكثر من المثلين منذ تفجر الانتفاضة الفلسطينية في عام 2000.
وليس لدى رويترز معلومات تشير إلى ارتكاب أي شخص أخطاء في عقود الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، وقال دبلوماسيون إن تأخر الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في الإفراج عن المعلومات التي طلبتها رويترز بموجب قانون حرية المعلومات ربما يشير إلى درجة من الحرج السياسي.
وحصلت رويترز على نسخ من عقدين أوليين للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية مع فالكون وسكاي، لكن الوكالة حجبت أسماء مسئولي الشركات والموظفين المدرجة في وثائق التعاقد.
وأشارت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية التي تقول إنها رائدة في الترويج للشفافية إلى عوامل السرية والقلق الأمني.
وذكرت عشرات الوثائق الأخرى التي حصلت عليها رويترز بالتفصيل كيف مولت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية مشروعات لدعم حكومة عباس دون أن تكشف عن دورها.
ووصفت إحدى الوثائق الأمريكية في عام 2007 إستراتيجية ما بعد الانتخابات التي جرت في يناير 2006 بتقديم "دعم موجه وسري لزعماء صاعدين، ووسائل إعلام مستقلة، وجهود منتقاة للمجتمع المدني".
المعلومات الكاملة
من جانبه، قال سكوت إيمي المستشار العام للمشروع بشأن الإشراف الحكومي في واشنطن إنه على الحكومة الأمريكية أن تنشر المعلومات الكاملة والدقيقة للعقد.
وقال إيمي: "عندما يفترض أننا نروج لمثاليات ديمقراطية واستعادة الثقة والإيمان في النظام الأمريكي للحكم فإنه من السخف ألا تنشر الحكومة الأمريكية المعلومات الكاملة والدقيقة للعقد".
ووفقا لوثائق الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية التي حصلت عليها رويترز فقد وقعت فالكون عقدا أوليا في عام 2005 لمشروع للصرف الصحي في جنوب الضفة الغربية، بينما أطلقت سكاي حملة في عام 2006 لتحسين صورة الولايات المتحدة في الأراضي الفلسطينية.
وبلغت القيمة الإجمالية للعقدين الأوليين في البداية 2.5 مليون دولار، منها نحو 1.9 مليون دولار سددت في الفترة بين 2005 و2008.
وقال شحادة، محامي أبناء الرئيس الفلسطيني، إن "المناقصات التي قدمت في العقد الأولي الذي فازت به فالكون بدأ قبل انتخاب عباس رئيسا في يناير (كانون الثاني) عام 2005".
وتظهر السجلات أن العقد الرئيسي للمعونة الأمريكية مع شركة سكاي للإعلان التي يرأسها طارق عباس بدأ تنفيذه في الخامس من مايو 2006 بعد فوز حماس في الانتخابات البرلمانية.
تحسين صورة أمريكا
ووفقا لعقد الوكالة الأمريكية، تمت الاستعانة بسكاي كجزء من حملة لتدعيم صورة الحكومة الأمريكية و "تقليص الاتجاهات السلبية والشكوك من جانب كثير من الفلسطينيين تجاه المساعدات الاقتصادية المقدمة من الشعب الأمريكي".
ومن أجل تحقيق هذا الهدف فقد طلب من سكاي للإعلان حجز برامج في الإذاعة والتلفزيون الفلسطيني لمسئولين من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية والمساعدة في إيجاد "سفيرة للنوايا الحسنة" للترويج لعمل الوكالة مع النساء والفتيات وإنشاء برنامج لتواصل الوكالة في مدارس الضفة وغزة وتنظيم ورش تدريب لوسائل الإعلام".
العقود الفرعية
والقيمة الإجمالية لا تتضمن العقود الفرعية، وهي جزء كبير من النفقات الأمريكية في الأراضي الفلسطينية.
وبعد أن قالت في البداية إن المعلومات غير متوفرة كشفت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية عن أن تسعة عقود فرعية بلغت قيمتها الإجمالية 28144 دولارا هي لشركة سكاي في الفترة بين أكتوبر 2007 ويوليو 2008، استنادا إلى "بحث سريع" في السجلات.
وبالإضافة إلى العقد الأولي مع فالكون قالت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية إن شركة فرست أوبشن بروجيكت كونستراكشن مانيجمينت، وهي شركة أخرى يديرها ياسر عباس، حصلت على 296933 دولارا في عقود فرعية من أكبر المقاولين الغربيين التابعين للوكالة في الضفة الغربية، وهي شركة سي إتش 2 إم هيل الهندسية العملاقة التي يقع مقرها في كولورادو.
وذكر موقع فرست أوبشن على شبكة الإنترنت اسم "ياسر محمود" على أنه العضو المنتدب دون أن يذكر اسم العائلة "عباس".
وقال شحادة: إنه "لا توجد أسرار بشأن العقود والعقود الفرعية للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية"، ووصف طارق وياسر، وكلاهما تلقى تعليمه في الولايات المتحدة، بأنهما "يعملان بجد، ويحاولان مساعدة أقرانهم الفلسطينيين من خلال تطوير الاقتصاد".
وقال: إن "ياسر خسر في تعاملاته التجارية منذ أن أصبح والده رئيسا، كما مني طارق بخسائر أيضا".
وقال مسئولون أمريكيون إنه لا توجد قوانين تحظر منح عقود حكومية أمريكية لأفراد عائلات مسئولين حكوميين كبار، وفيهم رؤساء أثناء توليهم المنصب.
|
|