رسالة ابن في الدنيا لأمه في الآخرة
4 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
رسالة ابن في الدنيا لأمه في الآخرة
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وآله وصحبه وإخوانه وحزبه
الحمد لله وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى، والصلاة والسلام على نبينا المصطفى، وعلى آله وصحبه أولي الصدق والوفا، وعلى كل من سار على دربه وسنته اقتفى.
أمي الحبيبة:
السلام على روحك الطاهرة ورحمة الله وبركاته
رسالتي إليك ليست ككل الرسائل، إنها رسالة من ابن محب في الدنيا لأم محبوبة في الدنيا والآخرة بفضل الله تعالى ومنه وكرمه، رسالة من دار الفناء إلى دار البقاء، رسالة من دار النصب والغرور إلى دار النعيم والخلود، رسالة من قلب يتفطر ألما إلى قلب آثر أن يرحل في صمت.
لم أكن أتوقع أن يخطفك مني الموت بتلك السرعة: جئناك بالطبيب والدواء، وأنت لا تقولين لي إلا: "لنذهب إلى بيتنا" عبثا حاولت أن أقنعك أنك في بيتك ومع ابنك، كنت ترين حينها بيتا لم نكن نحن نراه، كنت تحدقين في السماء برهة وتبتسمين، ولم أكن أعلم أنها لغيري وليست لي، وسألتني إن كنت مشتاقا إليك؟ فأجبتك أنني دائم الشوق إليك ولو كنت دائما بجنبي.
حبيبتي:
ما أقسى قلبي وأنا أواريك الثرى ! أواري الثرى أعز إنسان في الوجود. جاع لأشبع، وظمئ لأروى، وتألم لأستريح، إذا غبت دعا لي بالخير، وإن حضرت غمرني بالحب والحنان، وما أصابني قط مكروه إلا وجدت صدرا رحيما أسكن إليه وحضنا دافئا آوي إليه. هكذا إذن وبكل سهولة تركتك في ذلك المكان الموحش، ومضيت لحال سبيلي. ما أقسى قلبي ! إنه ليس في الوجود قلب أجمل من قلب الأم، ومكان الأم لا يستطيع أحد أن يملأه أبدا كائنا من كان. ولقد قرأت أبياتا عن قلب الأم أحببت أن أضمنها رسالتي هذه حتى يفهما لبيب لا تزال أمه على قيد الحياة، تقول الأبيات:
"أغرى امرؤ يوما غـلاما جاهـلا *** بنقوده كيما ينــال به الوطــر
قال: ائتني بفؤاد أمــك يا فــتى *** ولك الجواهر والدراهم والـدرر
فمضى وأغرز خنجرا في صدرها *** والقلب أخرجه وعاد على الأثـر
لكنه من فرط سرعتــه هــوى *** فتدحرج القلب المقطع إذ عثــر
ناداه قـلب الأم وهــو معـفر: *** ولدي حبيبي هل أصابك من ضرر؟
فكأن هذا الصوت رغـــم حنوه *** غضب السماء على الغلام قد انهمر
فدرى فظيـع جنايــة لم يجنـها *** ولد ســواه منذ تـاريخ البشـر
فارتد نحـو القلب يغسلــه بمـا *** فــاضت به عيناه من سيل العبر
ويقول: يــا قلب انتقـم مني ولا *** تغفـر فإن جريــمتي لا تغتفـر
واستــل خنجره ليطعــن قلبه *** طعنــا فيبقى عبرة لمـن اعتبـر
نــاداه قلب الأم: كف يـدا ولا *** تطعن فـؤادي مرتين على الأثـر"
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وآله وصحبه وإخوانه وحزبه
الحمد لله وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى، والصلاة والسلام على نبينا المصطفى، وعلى آله وصحبه أولي الصدق والوفا، وعلى كل من سار على دربه وسنته اقتفى.
أمي الحبيبة:
السلام على روحك الطاهرة ورحمة الله وبركاته
رسالتي إليك ليست ككل الرسائل، إنها رسالة من ابن محب في الدنيا لأم محبوبة في الدنيا والآخرة بفضل الله تعالى ومنه وكرمه، رسالة من دار الفناء إلى دار البقاء، رسالة من دار النصب والغرور إلى دار النعيم والخلود، رسالة من قلب يتفطر ألما إلى قلب آثر أن يرحل في صمت.
لم أكن أتوقع أن يخطفك مني الموت بتلك السرعة: جئناك بالطبيب والدواء، وأنت لا تقولين لي إلا: "لنذهب إلى بيتنا" عبثا حاولت أن أقنعك أنك في بيتك ومع ابنك، كنت ترين حينها بيتا لم نكن نحن نراه، كنت تحدقين في السماء برهة وتبتسمين، ولم أكن أعلم أنها لغيري وليست لي، وسألتني إن كنت مشتاقا إليك؟ فأجبتك أنني دائم الشوق إليك ولو كنت دائما بجنبي.
حبيبتي:
ما أقسى قلبي وأنا أواريك الثرى ! أواري الثرى أعز إنسان في الوجود. جاع لأشبع، وظمئ لأروى، وتألم لأستريح، إذا غبت دعا لي بالخير، وإن حضرت غمرني بالحب والحنان، وما أصابني قط مكروه إلا وجدت صدرا رحيما أسكن إليه وحضنا دافئا آوي إليه. هكذا إذن وبكل سهولة تركتك في ذلك المكان الموحش، ومضيت لحال سبيلي. ما أقسى قلبي ! إنه ليس في الوجود قلب أجمل من قلب الأم، ومكان الأم لا يستطيع أحد أن يملأه أبدا كائنا من كان. ولقد قرأت أبياتا عن قلب الأم أحببت أن أضمنها رسالتي هذه حتى يفهما لبيب لا تزال أمه على قيد الحياة، تقول الأبيات:
"أغرى امرؤ يوما غـلاما جاهـلا *** بنقوده كيما ينــال به الوطــر
قال: ائتني بفؤاد أمــك يا فــتى *** ولك الجواهر والدراهم والـدرر
فمضى وأغرز خنجرا في صدرها *** والقلب أخرجه وعاد على الأثـر
لكنه من فرط سرعتــه هــوى *** فتدحرج القلب المقطع إذ عثــر
ناداه قـلب الأم وهــو معـفر: *** ولدي حبيبي هل أصابك من ضرر؟
فكأن هذا الصوت رغـــم حنوه *** غضب السماء على الغلام قد انهمر
فدرى فظيـع جنايــة لم يجنـها *** ولد ســواه منذ تـاريخ البشـر
فارتد نحـو القلب يغسلــه بمـا *** فــاضت به عيناه من سيل العبر
ويقول: يــا قلب انتقـم مني ولا *** تغفـر فإن جريــمتي لا تغتفـر
واستــل خنجره ليطعــن قلبه *** طعنــا فيبقى عبرة لمـن اعتبـر
نــاداه قلب الأم: كف يـدا ولا *** تطعن فـؤادي مرتين على الأثـر"
عدل سابقا من قبل اللأقصى في الإثنين فبراير 23, 2009 10:06 pm عدل 1 مرات
اللأقصى- عضو متقدم
- عدد الرسائل : 230
العمر : 63
العمل/الترفيه : الدعوة
تاريخ التسجيل : 18/12/2008
رد: رسالة ابن في الدنيا لأمه في الآخرة
"إن لله ما أخذ وله ما أعطى . وكل شيء عنده بأجل مُسمى ...فلتصبر ولتحتسب"
عظم الله أجرك
جزاك الله خيرا على الموضوع
عظم الله أجرك
جزاك الله خيرا على الموضوع
hamza_g12- عضو متقدم
- عدد الرسائل : 1309
العمر : 32
تاريخ التسجيل : 10/01/2009
رد: رسالة ابن في الدنيا لأمه في الآخرة
اللهم أغفر لها وارحمها واعفو عنها واكرم نزلها واحسن مدخلها
اللهم باعد بينها وبين خطاياها كما باعدت بين المشرق والمغرب
اللهم نقها من خطاياها كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس
اللهم واغسلها من خطاياها بالماء والثلج والبرد
اللهم واجعل قبرها روضة من رياض الجنان وثبتها عند السؤال
اللهم جازها بالحسنات احسانا وبالسيئات عفواً وغفرانا
اللهم آمين
اللهم باعد بينها وبين خطاياها كما باعدت بين المشرق والمغرب
اللهم نقها من خطاياها كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس
اللهم واغسلها من خطاياها بالماء والثلج والبرد
اللهم واجعل قبرها روضة من رياض الجنان وثبتها عند السؤال
اللهم جازها بالحسنات احسانا وبالسيئات عفواً وغفرانا
اللهم آمين
رد: رسالة ابن في الدنيا لأمه في الآخرة
اللهم أغفر لها وارحمها واعفو عنها واكرم نزلها واحسن مدخلها
اللهم باعد بينها وبين خطاياها كما باعدت بين المشرق والمغرب
اللهم نقها من خطاياها كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس
اللهم واغسلها من خطاياها بالماء والثلج والبرد
اللهم واجعل قبرها روضة من رياض الجنان وثبتها عند السؤال
اللهم جازها بالحسنات احسانا وبالسيئات عفواً وغفرانا
اللهم آمين
اللهم باعد بينها وبين خطاياها كما باعدت بين المشرق والمغرب
اللهم نقها من خطاياها كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس
اللهم واغسلها من خطاياها بالماء والثلج والبرد
اللهم واجعل قبرها روضة من رياض الجنان وثبتها عند السؤال
اللهم جازها بالحسنات احسانا وبالسيئات عفواً وغفرانا
اللهم آمين
denzel washington- عضو متقدم
- عدد الرسائل : 624
العمر : 35
العمل/الترفيه : خضار يبيع الفول
تاريخ التسجيل : 06/01/2009
رد: رسالة ابن في الدنيا لأمه في الآخرة
بارك الله فيكم على تعاطفكم معنا في هذا المصاب الجلل و نسأل الله لكم ولأهاليكم طول العمر و حسن العمل إنالله و إتا إليه راجعون
اللأقصى- عضو متقدم
- عدد الرسائل : 230
العمر : 63
العمل/الترفيه : الدعوة
تاريخ التسجيل : 18/12/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى