حماري قال لي

من طرف GERRARD الخميس يناير 29, 2009 6:40 pm

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته اما بعد:

اعزائي اعضاء و زوار منتدى كووورة جزائرية اود اليوم ان اطرح عليكم موضوعا هو عبارة عن قصة مستوحاة من الواقع المرير التي تعيشها كرتنا اليوم. فارجو ان تستفيدوا من قراءته و ان تفيدوا بردودكم.

البداية:

انتهيت من مطالعة لذيذة لجريدة (الهفاف) و استلقيت في مقعد مريح بعض الشيء مريح بالنسبة الي انا الذي قضيت12 حولا بين مقاعد الدراسة و كلها لا تمت الى الراحة و اللين بصلة قريبة و لا بعيدة .

ثم استغرقت في تفكير عميق محاولا هضم ما قرات ,و ماهي الا دقائق حتى اغفت عيناي و القى علي الكرى رداء اسود خفيفا و رايت فيما يرى النائم اليقظ حمارا كبيرا تبدو عليه علامات الخبث ويطل علي براسه الكبير من وراء مقعدي فعرفته على الفور دون اشكال او عناء فقد كان حمار الفاف (هداج) براسه و رجله .

فقلت له:انت حمار الفاف؟فقد عرفتك.فافترت شفتاه الغليظتان عن ابتسامة عريضة و قال:عرفتني هكذا بدون اشكال؟

قلت:نعم فان معالمك لم تخف علي.

قال:فانا مشهور اذن عند الشعب.

قلت:دون شك ز من يجهل حمارا فيلسوفا مثل حضرتك؟

حرك الحمار الفيلسوف اذنيه الطويلتين و قال:

انك لم تخطىء فقد لاحظت كثيرا من الحمير المشهورين في الجزائر.

قلت :و ما سبب الزيارة يا ترى؟

قال:استدعيت خصيصا لاسير امور الكرة الجزائرية.

قلت:تسير الكرة؟يا للعجب.

قال:وما العجب؟ ان افكاري رائعة اتريد ان اطرح عليك احداها و بالمجان؟

قلت: لا عدمت برك و احسانك.

فكشر الحمار عن اسنانه ضاحكا ثم قال:سوف لا تخسر شيئا فان لم تعجبك افكاري و طريقتي في تسيير الكرة و المنتخب فما عليك الا الضغط على زر التلفاز بعنف كما اعتدت ان تفعل .

و اردت ان اغير مجرى الحديث خوفا من فلسفته الطائشة التي ادت و ستؤدي بالكرة الى الهلاك.

فقلت له:كيف ستفارق صاحبك؟

قال: من تعني؟ علي هالك؟ فقد ضقت ذرعا بهذا الرجل لاني كلما وضعت برنامجا اصلاحيا الا و قام بافساده علي.

قلت:رغم سداد آرائك فلن تجد من يهضمها غيره.

قال: وهل حقيقة اعجبتك آرائي؟

نعم وجدتها سديدة ......................؟؟؟؟

فقال:هل تريد ان اوحي اليك بشيء من فلسفتي الكروية؟

قلت له:انت حمار كبير و افكارك كبيرة و جريئة و اخشى ان معدنا لن تقدر على هضمها.

قال الحمار الفيلسوق:لا لا ...انت تبالغ و ما عليك الا ان تشرح لي مشكلة من مشاكلكم و ساحلها بسهولة.

فقلت : اقترح انت موضوعا.

لا اقترح انت.

قلت: لا بل انت.

قال بخبث:انك تحترس كثيرا فلا نتكلم في الاحتراف.

قلت :دعني من الاحتراف ايها الحمار المحترف فانه لم ينضج بعد في بلادنا و لا زال يعتمد على المصالح الشخصية و الحزازات الفردية اكثر من اعتماده على المبادىء و الافكار و مصلحة البلاد الكروية و انا لا اريد ان الطخ نفي بالحديث عنه.

حك الحمار مؤخرته برجله و قال:هل تريد ان نطرق موضوع مدرسة التكوين؟

قلت:كن مرتاحا من هذه الناحية فلا وجود للمدرسة في بلادنا الآن.

قال:عجبا كيف تعيشون بلا مدارسلتكون اللاعبين و كيف تعيش كرتنا؟

قلت:لدينا آلات للنسل تنجب اللاعبين (الرؤساء+الاموال).

قال:هذه مشكلة عويصة دعنا من هذه فلنبحث في التحكيم فان لي فيه آراء جديدة لا تخلو من فائدة.

قلت: ارى نحتفظ بها لنحدث بها الحكام علهم يستفيدون منك شيئا جديدا.

فقال:لنتكلم اذن عن الرابطة.

قلت: رابطة من؟الرابطة الكروية الجزائرية؟

قال:عجبا و هل لنا رابطات عدة؟

اثنتان فقط:واحدة تشرف عليها الحكومة و يسيرها رؤساء الاندية القوية(4 اندية) و رابطة حرة يسيرها الجمهور و يشرف عليها بقية الرؤساء الذين يدعمون الجمهور للتاثير على قرارات الرابطة الرسمية.

قال :و التسيير؟

قلت: هنالك للتسيير مدرستان مدرسة التعليم الرسمي و هو مبني على قاعدة فلسفية عميقة و غامضة في نفس الوقت و هي : سير لتزداد غنى......

قال:عجبا يسير ماذا؟ و يغنى بماذا؟ فاني لا اكاد افهم شيئا.

قلت: و انى لك ان تفهم كرتنا العريقة؟ ثم اردفت قائلا:و اما التعليم الحر فان له لجنة عليا تستطيع ان تتصل بها لقدم لها آراءك و مقترحاتك ان استطعت (الشارع).

قال: و هل يروقك حديث الصحافة؟

لا صحافة عندنا و لا هم يحزنون.فضحك بملء فيه و قال:

انك لشاب متشائم لكن لابد من طرق اي موضوع.فلنتكلم في الاقتصادالرياضي.

قلت:اما رجال المال و التجارة فانهم لا يضيعون اوقاتهم المادية الثمينة في سماع مهاتراتنا و ام الجمهور فانهم لا يمتلكون ما يشترون به بطاقات الدخول الى الملاعب التي ما فتئت ترتفع اثمانها من يوم لآخر لسبب لا يعرفه الا الرؤساء و شركاؤهم من اصحاب رؤوس الاموال الضخمة.

قال :لقد اعياني البحث اقترح انت موضوعا شيقا نتباحث فيه مليا .

قلت:هناك موضوع يشغل بال كل الجزائريين :حلم الوصول الى مونديال جنوب افريقيا 2010 .

قال مشمئزا:ان فلسفة الحمير فلسفة راقية لا تتنازل الى هذه الاشياء الحقيرة ثم القى نظرة على ساعته الرجلية و صاح:

لقد حان و قتي و لم نصل الى نتيجة فاستودعك الله و الى اللقاء.

و استيقضت من غفوتي وبحركة آلية قتحت التلفاز و اذا به هو نفسه يتكلم في محاضرة عن آفاق الكرة الجزائرية في برنامج من برامج قناتنا التي هي ايضا في حال لا تحسد عليه مثلها مثل كرتنا.و سمعت اخي يقهقه و هو يردد:حمار عجيب.

قلت: من؟ حمار الفاف هل هو الذي يتكلم؟

قال متعجبا:حمار يتكلم؟....و اراني كتاب (حماري قال لي) لتوفيق الحكيم الذي كان يطالعه.

....النهاية.

ارجو ان يكون الموضوع قد نال اعجابك و عجاب الاشراف و في الاخير ...............سلام.