الاستيطان الاسرائيلي في المناطق المحتلة

جيوفري ارنسون
إن الهدف من مؤتمر أنابوليس الذي أطلقه الرئيس الأمريكي جورج بوش في تشرين الثاني من عام 2007 هو التوصل الى اتفاق سلام بين اسرائيل وفلسطين بحلول نهاية 2008 وحتى الآن, فشلت السياسة الأمريكية بتزويد رئيس السلطة الفلسطينة محمود عباس بأي انجاز فيما يتعلق بقضيتي المستوطنات والحدود التي ستحدد اراضي الدولة الفلسطينية التي من المفترض تأسيسها باتفاق من كلا الطرفين ولم يلتق محمود عباس المحصر أي شيء من ادارة بوش لدعم الأمل المطول للوصول الى صفقة بحلول السنة.
وقال عباس للصحافة المشتركة (AP) بعد زيارة قام قام بها الى واشنطن في نيسان 2008 "بصراحة, لم يتحقق أي إنجاز حتى الآن وما زالت الملفات قيد المناقشة ولم يتم التوصل الى أي منها" وقال أيضا "ما زال الوضع كما هو ونطالب الأمريكيين بتنفيذ أول مرحلة من مراحل خارطة الطريق المتعلقة بوقف التوسع الاستطياني".
وقدمت الصحافة المشتركة(AP) تقريرا يفيد بأنه من خلال مناقشة ما ستكون عليه صفقة السلام لم تذكر كونداليسا رايس وزيرة الخارجية الهدف الفلسطيني من إنشاء دولة بناء على حدودها قبل استيلاء اسرائيل على غزة من مصر والضفة الغربية من الأردن خلال حرب الأيام الستة عام 1967 . وقد أشار عباس بغضب إلى المطالبة بمناقشة حدود عام وأضاف " لم يشير أحد منهم إلى وضع حدود عام 67.
لم يكن عباس وحده في تقييمه المتشائم حتى أن الرئيس بوش بذاته لم يعد يتكلم عن قيادة أي ترتيب أو موقع أو مختوم لإنهاء الاحتلال وقد تقلصت رؤيته لتشمل تحقيق تعريف [الدولة الفلسطينية] أو كما وضحت رايس في خطابها الذي ألقته في واشنطن في التاسع والعشرين من نيسان بأن الهدف هذا العام هو الوصول الى اتفاق يقوم على المخططات الأساسي بما يتعلق بدولة فلسطينة مسالمة وذلك بتنفيذ ما تفرضه خارطة الطريق.
إضافة إلى أن صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينين , قد أوضح أن الرئيس بوش لم يستجيب مباشرة عندما أثار قضية الإعتراض الفلسطيني على استمرار التوسع الاستيطاني الاسرائيلي, كما قال عريقات "لقد أخبر بوش عباس بأنه يركز على الصور الأكبر"
ويظهرأن رايس أيضا تشير الى أن الاهتمام الفلسطيني بسياسات الاستيطان الاسرائيلي سياسة غايتها تشتيت الانتباه وأنها غير مجدية, وقد أشارت رايس في العصمة الأردنية عمان في الحادي والثلاثين من اذار وقالت "أن هذه هي رؤيتي بأن أفضل ما يمكن فعله هو التركيز على هذا الاتفاق لاتمامه لأ،ه بعد ذلك لن تشمل المناقشات ما تملكه اسرائيل وما تملكه فلسطين بل ستشمل سبب الحاجة إلى دولة فلسطينية"
وللخروج من المأزق الدبلوماسي تستطيع واشنطن أن تضع خارطة الدولة الفلسطينسة الخاصة بها على طاولة المناقشات والمباحثات, أو أنها تستطيع دعم المطالب الفلسطينية التي تطالب بانسحاب كامل لاسرائيل من أراضي حزيران 1967. ومن ناحية أخرى فإن حدود الدولة الفلسطينية التي في صمصم صورة بوش الكبيرة سوف يستمر تفويضها من قبل الأمن الاسرائيلي والسياسات الاستطانية. ويستحضر الخيار الأخير رسالة بوش التي وجهها في الرابع عشر من نيسان عام 2004 إلى رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون والتي كتب فيها "في ضوء الوقائع الجديدة والتي تشمل مراكز الاستيطان الاسرائيلية الرئيسية فإنه من غبر الواقعي أن نتتوقع أن نتائج المفاوضات الأخيرة سوف تكون عبارة عن رجوع كامل ونهائي إلى خطط الهدنة لعام 1949"
وعلى نقيض ادارة بوش فإن الفلسطينيون والاسرائيليون على علم بأن المستوطنات هي ما يهمهم في "الصورة الكبيرة".

وتعتبر اسرائيل أن الاستيطان أداة فعالة في تقليل اأراضي الفلسطينية وضمان متطلبات أمنها الجامحة الحصول على السيادة على نسبة كبيرة من أراضي الضفة الغربية .
وخلال زيارته التي قام بها الى واشنطن وصف عباس الاستيطان الاسرائيلي بأنه "المصيبة الكبرى التي تقف كصخرة في طريق المحادثات".
وقد قدمت اسرائيل في الأسابيع الأخيرة خرائط تحدد مطالبها الدائمة من أراضي الضفة الغربية وتقوم هذه الخرائط على أساس الخرائط التي حضرتها وزارة الدفاع الاسرائيلية خلال منتصف التسعينات. وتعكس هذه الخرائط خطة "الحركة المستمرة" للأراضي الفلسطينية المجاورة مثل الطرق والقنوات التي حددتها اسرائيل في أواخر 2004 (أنظر الى تقرير الاستيطان, العدد 16, رقم 2) إضافة إلى أنه تم "بالتقارب" بعد حرب اسرائيل مع لبنان في صيف 2006 .
(انظر صفحة 3) إن هذه الخرائط تؤكد نوايا اسرائيل الأمنية والاستيطانية في كافة أراضي الضفة الغربيةوالقدس الشرقية والتي تخاطر بإنشاء دولة مستقلة وذات سيادة.
وتشير الصحافة الفلسطينية الاسرائيلية إلى أن رئيس الوزراء الاسرائيلي إيهود أولمرت قد استبعد من فلسطين ما يسمى بالقدس الكبرى الممتدة من أطراف رام الله وحتى أطراف بيت لحم.
وستقوم اسرائيل بالمحافظة على سيادتها على المدينة القديمة في القدس الشرقية إضافة الى قرية سلوان المجاورة في الوقت الذي تقوم به اسرائيل بترتيبات دخول المتعبدين الى مزارتهم الدينية في ظل اشراف دولي. إضافة الى ذلك قام أولمرت باستبعاد منطقة اللطرون التي سيتم إلحاقها إلى اسرائيل إضافة إلى الأحياء الاستيطانية بتوسع أفقي يربط بينها.
وبناء على خارطة أولمرت يعتبر وادي الأردن ذو أهميه أمنية كبيرة وسيبقى تحت السيطرة الاسرائيلية مع الضفة الغربية الذي يربط اسرائيل بجسر الملك حسين . ولخلق تواصل بين الأراضي المنفصلة والتي ستشكل الدولة الفلسطينية, قام أولمرت بتمويل مخططات الطرق والقنوات والجسور التي ابتكرها سلفه ارييل شارون.

merciiiiiiiiii