الضربة الأولى التي تلقاها الزيدي كانت من مراسل صحفي...

وصف عدي الزيدي شقيق الصحفي العراقي منتظر الزيدي، وقوف أدباء العراق مع شقيقه الموقوف لدى السلطات العراقية بـ "الجيد"، وإن لم يعمد هؤلاء إلى إقامة ندوات أو نشاطات تكريمية لمنتظر، مبدياً تفهمه للأسباب التي تحول دون ذلك.

وقال عدي الزيدي، في تصريحات خاصة أدلى بها لـ "وكالة أنباء الشعر"، على هامش احتفال أقامه اتحاد الكتاب العرب في سورية أمس، لمناسبة ذكرى تأسيسه، كرم خلاله منتظر الزيدي بحضور شقيقيه عدي وكرم :"بعد اعلاني ان منتظر قد تعرض للتعذيب تمت محاصرتي، وخرجت بعد ذلك من العراق في جولة عربية بدأت بقطر ثم الأردن فسوريا". وأضاف :"بالنسبة للأدباء والشعراء العراقييون كان موقفهم جيد مع منتظر الزيدي وإن لم يقوموا بتكريمه أو عقد ندوات او ماشابه ذلك لان هذا سيزعج السلطة في العراق ولكن أضعف الايمان أن بعضهم كتب قصائد لمنتظر الزيدي وكانت لهم ندوات داخلية وغير معلنة".

يذكر أن الصحفي العراقي منتظر الزيدي الذي يعمل مع تلفزيون البغدادية، فاجأ العالم برمي فردتي حذائه صوب الرئيس الأميركي السابق جورج بوش خلال مؤتمر صحفي مشترك، مع رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي في العاصمة بغداد، وهي الحادثة الغريبة والنادرة التي استحوذت على اهتمام الشارع العربي لفترة طويلة.

وأكد عدي الزيدي، أن ما يحز في نفس شقيقه المعتقل حالياً لدى السلطات العراقية، هو أن تأتي الضربة الأولى التي تلقاها عقب الحادثة، على يد مراسل صحفي اسمه حسن حمزة.

وقال عدي في هذا السياق :" المفارقة هي ان منتظر الزيدي الصحفي الذي انبرى وقذف هذا الهمجي بوش بحذائه، في ضربة باسم الصحافة أن تكون الضربة الأولى التي تلقاها منتظر من مراسل صحفي اسمه حسن حمزة كانت ضربته اسرع حتى من الحرس الشخصي لبوش وللمالكي، وهذا ماكان يؤلم منتظر الزيدي ان اول ضربه يتلقاها من مراسل صحفي".

وأعرب عدي الزيدي عن اعتزازه بهذا التكريم لأخيه منتظر، منتقداً بشكل ضمني عدم تكريم شقيقه في بلده العراق، وقال :" لو كنا قد تكرمنا في العراق ماقدمنا إلى سورية وهذا التكريم هو شرف لنا ونعتز به".

يذكر أن منتظر الزيدي مازال رهن الاعتقال وكان من المنتظر ان تعرض اوراقه على قاضي المحكمة الجنائية مطلع الشهر الماضي بعد ان استوفى الاجراءات التحقيقية بيد ان موعد المحاكمة تم تأجيله الى وقت لاحق، يشار الى ان الزيدي قد شارك من داخل المعتقل بالادلاء بصوته ضمن انتخابات مجالس المحافظات التي اختتمت مؤخرا وينتظر إعلان نتائجها، وكانت نقابة المحامين العراقيين قد قاكت بتشكل لجنة قانونية للدفاع عن الزيدي بعد ان تضامنت معه الكثير من المنظمات الثقافية والمؤسسات الاعلامية تقف في مقدمتها قناة البغدادية التي يعمل الزيدي مراسلا فيها وكانت جهات قانونية قد اشارت في تعليقات سابقة ان الزيدي سيحاكم وفق المادة 223 من قانون العقوبات العراقي والمتعلقة بالاعتداء على رئيس دولة أجنبية أُثناء زيارته.

ويذكر أن نقابة المحامين العراقيين أعلنت الاثنين أنها ستباشر بتشكيل لجنة من المحامين للدفاع عن الصحفي، كما طالبت الأمانة العامة لاتحاد الصحفيين العرب، في بيان أصدرته الاثنين، الحكومة العراقية بالمحافظة على حياة منتظر الزيدي، وتأمين إطلاق سراحه وضمان محاكمة عادلة له، ومراعاة كافة الظروف التي أحاطت بالواقعة، وما يعيشه الشعب العراقي من معاناة على مدى سنوات، خاصة الصحفيين.